السبت، 27 أغسطس 2016



مستطيل مستدير الزوايا: رابعًا: الاتجاهات الحديثة في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة: 

"الدمج" كأحد الاتجاهات الحديثة في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة:
  تعريف الدمج:
     وضع الأطفال ذوي القدرات والإعاقات المختلفة في صفوف تعليم عادية وتقديم الخدمات التربوية لهم مع توفير دعم صفي كامل.
مفهوم الدمج :
     مما لا شك فيه أن مفهوم الدمج جاء كرد فعل مضاد للممارسة التي سادت العالم قديما ولفترات طويلة والتي تمثلت في عزل ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسات داخلية في أماكن نائية حيث انبثق توجه فلسفي إنساني ، عرف بتطبيع حياة ذوي الاحتياجات الخاصة وكان هدفه توفير الظروف والفرص والبرامج التي تشبه إلى أكبر حد ممكن تلك المتوفرة للجميع في المجتمع، والتوقف عن معاملتهم بطرائق مختلفة ، ويعتبر مفهوم الدمج من المفاهيم التي تشكل اهتمام لدى جميع العاملين والمهتمين في حقل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن المجتمعات التي مازالت تجتهد في رعاية المعاقين وفي تأهيلهم وجدت في فكرة الدمج الحل الأمثل للعلاج وللوقاية من الأمراض الاجتماعية والنفسي، فالمعاق يحتاج إلي شتى أوجه الرعاية من خلال منظور الدمج حتى يتسنى له الحصول على الاحترام والتقدير المجتمعي، وحتى يتسنى له العيش في الحياة الكريمة التي تسعى الأنظمة المعنية به لتوفيرها له.
أشكال الدمج:
- الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية Special Classes Within Regular School:
     تعتبر شكلا من أشكال الدمج الأكاديمي ويطلق عليها اسم (الدمج المكاني), حيث يلتحق الطلبة غير العاديين مع العاديين في نفس البناء المدرسي ولكن في صفوف خاصة بهم أو وحدات صفية خاصة بهم , في نفس الموقع المدرسي , ويتلقى الطلبة غير العاديين في الصفوف الخاصة ولبعض الوقت برامج تعليمية من قبل مدرس التربية الخاصة, كما يتلقون برامج تعليمية مشتركة مع الطلبة العاديين في الصفوف العادية وذلك وفق جدول زمني لهذه الغاية بحيث يتم انتقال الطلبة بسهولة من والى الصفوف الخاصة , ويهدف هذا النوع من الدمج إلى زيادة فرص التفاعل الاجتماعي والتربوي بين الطلبة العاديين وغير العاديين في نفس المدرسة.

- الدمج الأكاديمي Mainstreaming:
          ويقصد به التحاق الطلبة غير العاديين مع العاديين في الصفوف العادية طوال الوقت في برامج تعليمية مشتركة بشرط توفر الظروف والعوامل التي تساعد على إنجاح هذا النوع من الدمج, ومنها: تقبل الطلبة العاديين لغير العاديين في الصف العادي , توفير مدرس تربية خاصة يعمل جنبا إلى جنب مع المدرس العادي في الصف العادي وإيجاد الفرص التي تعمل على إيصال المادة العلمية إلى الطلبة غير العاديين وتوفير الإجراءات التي تعمل على نجاح هذا الاتجاه والمتمثلة في التغلب على الصعوبات التي تواجه الطلبة غير العاديين في الصفوف العادية والمتمثلة في الاتجاهات الاجتماعية , وإجراء الامتحانات وتصحيحها.

- الدمج الاجتماعي Normalization:
          وهو دمج الأفراد غير العاديين مع العاديين في مجال العمل والسكن ويطلق على هذا النوع بالدمج الوظيفي (Occupational Integration) ويهدف هذا النوع من الدمج إلى توفير الفرص المناسبة للتفاعل الاجتماعي والحياة الاجتماعية الطبيعية بين الأفراد العاديين وغير العاديين.

- الدمج الشامل Inclusion:
          وتعرف مدرسة الدمج الشامل بالمدرسة التي لا تستثني احد حيث تبنى على ما يعرف بفلسفة عدم الرفض وهذا يعني عدم استبعاد أي طفل بسبب وجود أي إعاقة لديه؛ ويفترض الدمج الشامل تقبل جميع الطلاب كأعضاء في بيئة المدرسة وغرفة الدراسة.
أهداف الدمج:
- إتاحة الفرصة لجميع الأطفال المعوقين للتعليم المتكافئ والمتساوي مع غيرهم من الأطفال.
- إتاحة الفرصة لتأهيل الأطفال المعوقين للانخراط في الحياة العادية.
- إتاحة الفرصة للأطفال غير المعوقين للتعرف على الأطفال المعوقين عن قرب وتقدير مشاكلهم ومساعدتهم على مواجهة متطلبات الحياة.
- خدمة الأطفال المعوقين في بيئتهم المحلية والتخفيف من صعوبة انتقالهم إلى مؤسسات ومراكز بعيده عن أسرهم وأماكن سكناهم.
- استيعاب اكبر نسبه ممكنه من الأطفال المعوقين الذين لا تتوفر لديهم فرص للتعليم.
- التقليل من الفوارق الاجتماعية والنفسية بين الأطفال أنفسهم وتخليص الطفل وأسرته من الوصمة التي يمكن أن يخلقها وجوده في المدارس الخاصة بالمعوقين.
- إعطائهم فرصة أفضل ومناخا مناسباً ، لينموا نموا أكاديمياً واجتماعيا ونفسيا سليماً إلى جانب تحقيق الذات عند الطفل ذي الاحتياجات الخاصة وزيادة دافعتيه نحو التعليم.
- بيان حق المعاق في التعليم وخاصة حقه في تلقي التعليم في المدارس العادية كبقية الأطفال العاديين.
- من أهداف الدمج بعيده المدى تأهيل وتخليص ذوى الاحتياجات الخاصة من جميع أنواع المعيقات سواء المادية أو المعنوية التي تحد من مشاركتهم في جميع مناحي الحياة.
متطلبات عملية الدمج:
( تحديد الإعاقات القابلة للدمج- إعداد هيئة التدريس، واختيار المناسب- وضع الأطفال في الصفوف المناسبة- تخطيط وتنفيذ الأنشطة وخطط العمل المناسبة- التواصل مع الأهل- توفير الخدمات الطبية المناسبة للمعاق).
 كيفية الإدماج:
     لابد أن يسير إدماج ذوي الاحتياج الخاصة على النحو التالي:
1) الفصول الخاصة: حيث يلحق الطفل بفصل خاص بذوي الاحتياجات الخاصة ملحق بالمدرسة العادية في بادئ الأمر مع إتاحة الفرصة أمامه للتعامل مع أقرانه العاديين بالمدرسة أطول فترة ممكنة من اليوم الدراسي.
2) حجرة المصادر: حيث يوضع الطفل في الفصل الدراسي العادي مع تلقيه مساعدة خاصة بصورة فورية في حجرة خاصة ملحقة بالمدرسة حسب جدول ثابت وعادة ما يعمل في هذه الحجرة معلم أو أكثر من معلمي التربية الخاصة الذين أعدوا خصيصاً للعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
3) الخدمات الخاصة: حيث يلحق الطفل بالفصل العادي مع تلقيه مساعدة خاصة من وقت لآخر بصورة فردية منتظمة في مجالات معينة مثل القراءة أو الكتابة أو الحساب وغالباً ما يقدم هذه المساعدة للطفل معلم التربية الخاصة متنقل يزور المدرسة مرتين أو ثلاث مرات بالأسبوع.
4) المساعدة داخل الفصل: حيث يلحق الطفل بالفصل الدراسي العادي مع تقديم الخدمات اللازمة له داخل الفصل حتى يمكن للطفل أن ينجح في هذا الموقف وقد تتضمن هذه الخدمات استخدام الوسائل التعليمية أو الأجهزة التعويضية أو الدروس الخصوصية وقد يقوم بهذه معلم متنقل أو معلم الفصل العادي بمساعدة المعلم المتنقل أو المعلم الاستشاري.
5) المعلم الاستشاري: حيث يلحق الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة بالفصل الدراسي العادي ويقوم المدرس العادي بتعليمه مع أقرانه العاديين ويتم تزويد المعلم بالمساعدات اللازمة عن طريق معلم استشاري مؤهل في هذا الصدد وهنا يتحمل معلم الفصل العادي مسؤولية إعداد البرامج الخاصة بالطفل وتطبيقها أثناء ممارسته لعملية التدريس العادية في الفصل.
مبررات الدمج:
1) المبررات الاجتماعية الاخلاقية: فالدمج يشجع المجتمع على تبني نظرة إيجابية نحو الأشخاص المعاقين. وهذا الرأي يقوم على افتراض مفاده أن عزل الأشخاص المعاقين يشجع من حيث المبدأ تطور وجهات النظر والاتجاهات السلبية، مثل العزل والشعور بالذنب والقلق، والخجل. أما الدمج فهو يهيئ الفرص لتطور الإدراكات الاجتماعية الواقعية، والمتمثلة في الاعتراف بوجود الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
2) المبررات القانونية التشريعية: ظهور القوانين والأنظمة التشريعية في معظم دول العالم في الوقت الراهن تنص صراحة على حق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في تلقي الرعاية الصحية والتربوية والاجتماعية أسوة بأقرانهم من الأطفال.
3) المبررات النفسية الاجتماعية: إن الأطفال بحاجة إلى التعامل مع الآخرين والتعامل مع ظروف الحياة اليومية. وحرمان الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من فرص المشاركة في نظم التعليم المدرسي العادية، يترتب عليه حرمان الطفل ذوي الحاجات الخاصة من حقه في الانتماء إلى المجتمع، وفي المساهمة في بنائه.
إيجابيات الدمج:
     (يعطي نتائج أفضل من حيث التحصيل العلمي– أقل تكلفه مادية من مدارس التربية الخاصة– يساعد اعداد الطلاب المعوقين في المدارس العادية على التطبع الاجتماعي– تحسين المواقف النفسية ازاء الإعاقة وتطوير العلاقات الاجتماعية– يمكن الاستفادة من الخدمات الصحية والاجتماعية الموجودة في نطاق العمل – يزداد تفاعل المعاق مع العاديين – يكتسب المعاق مهارات جديدة داخل فصول الدمج مما يجعله يشعر بالثقة بالنفس– يساعد الطفل العادي علي تقبل المعاق– لعب الطفل المعاق مع الطفل العادي يشجع المعاق على الكفاح للوصول الي انجاز اكبر ومن ثم يزداد شعوره بالثقة بالنفس).
سلبيات الدمج:
- ان نجاح عملية الدمج التربوي تعتمد على وجود نظام مساند بحيث يستطيع المعلمون والإداريون في التعليم العام والخاص الوفاء بالاحتياجات الأساسية للأطفال وذلك بوجود معلمين متخصصين وبيئة مناسبة.
- ان الاتجاهات السلبية التي قد توجد لدى معلمي الفصول العادية أو لدى الأطفال العاديين قد تجعل من عملية الدمج تجربة سلبية للأطفال.
- مباني التعليم العام غير مهيأة لتلك الفئة مما قد يشكل صعوبات للأطفال المعاقين.

هناك تعليقان (2):

The technique is closely associated with the scientific development at all the human knowledge fields specially the educational field a...